الغربية – مصطفى النحراوى
إنطلقت صباح اليوم الاثنين فعاليات اليوم الثاني بقاعه مؤتمرات مديرية الشباب والرياضة بالغربية،البرنامج التدريبي لمشرفي الشعب البرلمانيه بمراكز الشباب بحضور 120مشرف برلمان ورؤساء الأقسام بالإدارات الفرعيه.
بحضور محمد اسماعيل وكيل وزاره الشباب والرياضه بالغربيه،الأستاذ الدكتور حسام بندق رئيس قسم تنظيم المجتمع بالمعهد العالي للخدمه الإجتماعيه بكفرالشيخ،علي الراعي وكيل المديريه للشباب،محمد جوده مدير اداره البرلمان والتعليم المدني بالمديريه.
بدأ الدكتور حسام بندق حديثه عن ثقافه الحوار وقبول الخر ونبذ العنف ،الحوار لغة: المحاورة ومراجعة وهو مناقشة بين اثنين أو فأكثر في قضية مختلف عليها بينهم. قال الله تعالي: “ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الي الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير”.
والحوار في الإصطلاح هو الحديث بين طرفين أو أكثر حول قضية معينة، الهدف منها الوصول الي الحقيقة بعيدا عن الخصومة ، والتعصب، بل بطريقة عملية واقناعية.
أهمية الحوار
الحوار وسيلة للتفاهم، وعبارة عن مطلب انساني وأسلوب حضاري يصل الانسان من خلاله الي النضج الفكري وقبول التنوع الثقافي الذي يؤدي الي الابتعاد عن الجمود وفتح قنوات التواصل مع المجتمعات الأخرى.
الحوار من أهم أدبيات التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي التي تتطلبها الحياة في مجتمعنا المعاصر لما له من أثر في تنمية قدرة الافراد على التفكير المشترك والتحليل والاستدلال بغية إنهاء خلافاتهم مع الآخرين بروح التسامح والصفاء بعيدا عن العنف والاقصاء.
الحوار هو سمة من سمات المجتمعات المتحضرة والأداة الفعالة التي تساعدهم على حل المشكلات الصعبة وتعزيز التماسك الاجتماعي.
قواعد الحوار
للحوار قواعد أساسية منها :
١- اللياقة واحترام قيم الحوار
٢- الرغبة في الوصول الي الصواب أو تفاهم مشترك تحظى برضى الطرفين
٣- الاعتماد على أسس مشتركة للحوار
آداب الحوار
ومن آداب الحوار:
١- المرونة في الحوار وعدم التشنج وينبغي مقابلة الفكرة بفكرة وقبول الاختلاف والابتعاد عن السب والكلام النابه.
٢- حسن الكلام: التعبير بلغة بسيطة غير ملتبسة ولا غامضة
٣- الموضوعية في الحوار : قبول الرأي الآخر والاعتراف للخصم
معاول هدم جسور الحوار
١- التعصب للآراء والافكار والأشخاص
٢- التسرع في اصدار الأحكام مع عدم وضوح الرؤية
٣- التفكير السطحي الذي لا يغوص في اعماق المشكلات ولا أثر المشكلات ببعضهاـ ولا يستوعب تأثير المتغيرات، بل يتوقف عند الأسباب الظاهرة للمشكلة.
الإنسان اجتماعي بطبعه
كيف نرسخ قيم الحوار في مجتمعنا؟
لكي نقضي على العنف ولكي نبني نهضة جديرة بنا يجب علينا ان نتعاون في بناء مجتمع يحترم قيم الحوار ومبدأ الرأي ورأي الآخر، ومؤسسات قادرة على احتواء الخلافات وقطع دابر الفتن قبل ان تأتي على الأخضر واليابس.
لا يمكن أن تتحقق التنمية والازدهار في أي مجتمع من مجتمعات العالم دون أن يكون هناك استقرار سياسي وأمني. ولا يتحقق هذا الاستقرار دون ان تترسخ ثقافة الحوار وروح التسامح والتنوع الفكري في نفوس هذا المجتمع. لذلك لكي نضمن الخروج من الكارثة التي حلت بنا بأقل تكلفة وبأسرع وقت ممكن من الضروري ان نبدأ فورا في ارساء قواعد اخلاقية جديدة في مجتمعنا تقوم على الإحترام المتبادل وحل الخلافات عبر آليات الحوار والتفاهم.
تشكل الأسرة العمود الفقري للمجتمعات وهي روحها وقلبها النابض فاذا صلحت صلح حياة المجتمعات واذا فسدت فسد المجتمع كله. فالأسرة هي أول بيئة يراه الانسان من خلاله العالم الخارجي وأن ما يراه الطفل في الأسرة تكون بالنسبة له عادة لا يمكن تغيرها بسهولة. ومن هذا المنطلق فان دور الأسرة في تكوين شخصية يؤمن بمبدأ الحوار والتسامح مهم للغاية، لأنه سينعكس هذا الدور سلبا أو ايجابا على ادوار المؤسسات الاخرى ويؤثر جهودها في اصلاح المجتمع.
يقال أن الطفل يتأثر بالأجواء التي تسود المنزل الذي يعيش فيه. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه”. وبالتالي فماذا ننتظر من مجتمع يتربى أطفاله في بيئة أسرية تقوم على العنف والاقصاء وتدمير الآخر؟! تعيش معظم الأسر في بلادنا في أجواء سلطوية يتحكم فيها الوالد والولد الكبير على كل مفاصل الحياة في المنزل حيث تتعرض الزوجة والأطفال الصغار لكل انواع التهميش والاقصاء. ولذلك ما يحدث في بلادنا ليس الا نتاج لهذه البيئة الوحشية القمعية، لإن “نمط العلاقات الإنسانية القائم داخل الأسرة هو الذي يحدد طبيعة القيم التي سيتشبع بها الفرد، من تعلم للتسلط و الاتكالية والعجز والاعتماد على الآخرين، وسهولة الانقياد لضعف الشخصية، أو على طرف النقيض من ذلك من تعلم لقيم النقاش والحوار والتسامح وقبول الآخر، وقوة الشخصية والقدرة على الابتكار والإبداع، مما يجعل التساؤل مشروعا حول الدور الذي لعبته الأسرة في الوطن العربي في تقبل الآخر وعدم التسلط على أفكاره وقبول قيم التسامح.
الحقيقة المؤلمة في مجتمعنا هي ان بعض الأباء أصبحوا قدوة سيئة للأبنائهم، بل يدعونهم عمدا أو سهوا الي الإقتداء بالمنحرفين اخلاقيا وسلوكيا حيث أصبح الاقصاء ومصادرة الحريات معيارا لمدى قوة الشخص وقدرته على الخوض في غمار الحياة. حتى عندما نعلم الطفل روح الشجاعة والدفاع عن النفس نضرب له مثلا قرينه المنحرف اخلاقيا الذي يصادر الكرة ويقصي زملائه خلال اللعب. وهذا القدوة السيئة تتجلى اليوم في أبشع صورها لدى السياسيين حيث أصبح الكلام البذيئ للسياسي وقدرته علي اقصاء الأخرين معيارا لانجازاته في البرلمان أو في مؤسسات الدولة الأخرى.
يجب على الوالد أن يعلم أولاده الأخلاق والسلوك المجتمعي الطيب. وان يكون لهم قدوة في احترام رأي الآخر والتنوع الفكري والأخلاقي، فالأطفال، كما هو معروف، يتقمصون شخصية آبائهم، ويتمثلون سلوكهم، كنموذج تربوي بشكل شعوري أو لا شعوري، ويتحدد النمط السلوكي داخل الأسرة بتصورات الدور والمواقف، وسلوك الدور الذي يقوم به أفراد الأسرة. ويقول أرسطو: “إذا كان من اللازم… ليصير المرء فاضلاً يوماً ما: أن تكون قد أحسنت تربيته في البداية، وأن يكون قد اعتاد عادات حساناً”، فالشباب من الجنسين يتأثرون بالمعايير الخلقية التي تلقوها في الطفولة، ويميلون إلى الالتزام بها، ويشعرون بالحرج إذا خالفوها.
دور المؤسسات التعليمية
البيئة التعليمية هي المحطة الثانية التي تلعب دورا هاما في تكوين شخصية الطفل وتزيده بالعادات السلوكية الحسنة. يتعلم الطفل من المدرسة مهارات الاتصال والانفتاح على الآخرين ويتدرب في ممارسة مبدأ يوقير الكبير والعطف على من هو أصغر منه سنا. ولذلك ثمة مسؤولية كبرى على المؤسسات التعليمية في البلاد إزاء تغيير عادات الأطفال السيئة وتقويم سلوكياتهم المنحرفة ليس من خلال العصا والأدوات العقابية الفجة الأخرى لكن بالحوار والاقناع “ودعم القيم الإنسانية التي تشجع على الحوار والتماسك الاجتماعي واحترام الاختلاف، وتمكين الطلاب من الأطفال والناشئة للقيام بأدوار إيجابيّة رياديّة في هذا المجال ”.
ولكي تترسخ قيم الحوار في أذاهان الطلاب ينبغي للمعلم أيضا ان يزود الطلاب بفن الحديث والاقناع وقواعد الحوار وثقافة السلام وان يثري حصصه بساعات للنقاش والمناظرات العلمية والفكرية، كما عليه الابتعاد عن وسائل غير حضارية لا تؤدي الي تغيير عادات الطفل السيئة، بل تدفعه الي تعلم مهارات الكذب والعنف للدفاع عن نفسه وتساهم بشكل كبير في تثبيت سلوكياته الشاذة. ومن هنا ينبغي على المعلم أيضا أن يحصن نفسه بمهارات الاتصالات وعلوم التنمية البشرية كي يكون قادرا على العطاء والبذل والا تنطبق عليه المثل العربي فاقد الشيئ لا يعطيه.
دور الصحافة ”
في هذا الزمان تلعب الصحافة بانواعها المختلفة دورا كبير في صناعة الوعي وتشكيل الرأي العام، التلفزيون والاذاعة والصحف والجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي هي اليوم من يقود العالم عبر توجيه الجماهير ودفعهم الي تبني سياسات محددة تجاه قضايا معينة.
لا يختلف اليوم اثنان ان كبريات الصحف والقنوات العالمية لها تأثيرها الأكبر في القرارات الدولية وسياسات الدول المؤثرة، كما أن لها دور كبير في توجهات الشعوب وموافقهم ازاء الأحداث التي يشهدها العالم. وبناء على ذلك فالإعلام الصومالي لابد ان يتحمل مسؤولياته تجاه الوطن من خلال توعية المواطنيين في بناء بلدهم ورفع مستوى وعيهم تجاه المصالحة ونشر ثقافة السلام المبنية على الحوار والنقد البناء والتسامح لما لها من أثر كبير على تنمية الأفراد ونهضة البلاد. وتتجلى مسؤولية الصحافة يجاه الوطن والمواطن في أوضح صورها من خلال اعداد النشرات الإخبارية والبرامج الحوارية وكيفة توجيه الأسئلة وتوزيعها على الحضور.
لا يعني ذلك اننا نطالب اخفاء المعلومات واللعب بوتر الانتقاء بحجه الخطر على الأمن القومي. بالعكس نعنقد ان كل موضوع قابل للنشر وطرحه للنقاش ما لم يجرمه القانون لكن فقط ينبغي على المذيعين ومقدمي البرامج الحوارية الإلتزام بالمهنيه وقواعد الحوار وآدابه حتي يكونوا قدوة للآخرين وبهدف ان تترسخ قيم الحوار وقبول التنوع الفكري في اذهان المواطنيين كاسلوب لانهاء خلافاتهم سياسية والاجتماعية.
ويجب على مقدمي البرامج الحوارية ان يحثوا ضيوفهم على استخدام فن الحوار والاقناع وسيلة لهزيمة الخصم وليس بالمصارعة واستخدام الألفاظ النابئة. وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ” ليس المؤمن بالطعان ، ولا باللعان ، ولا الفاحش ، ولا البذيء